الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
فكان عليه السلام مملوء الحس مستغرق النفس في مشاهدة الطاف ربه الخفية يرى نفسه تحت ولاية الله محبورا بصنائعه الجميلة لا يرد إلا على خير ولا يواجه الا جميلا.وهذا هو الذي هون عليه ما نزل به من النوائب وتواتر عليه من المحن والبلايا فصبر عليها على ما بها من المرارة فلم يشك ولم يجزع ولم يضل الطريق وقد ذكر ذلك لاخوته حين عرفهم نفسه بقوله: {انه من يتق ويصبر فأن الله لا يضيع أجر المحسنين} الآية 90 من السورة فلم يزل يوسف عليه السلام تنجذب نفسه إلى جميل صنائع ربه ويمعن قلبه في لطيف الاشارات إليه ويزداد كل يوم حبا بما يجده من شواهد الولاية ويشاهد أن ربه هو القائم على كل نفس بما كسبت وهو على كل شيء شهيد حتى تمكنت المحبة الإلهية منه واستقر الوله والهيمان في سره فكان همه في ربه لا يشغله عنه شاغل ولا يصرفه عنه صارف ولا طرفة عين وهذا بمكان من الوضوح لمن تدبر فيما تحكي عنه السورة من المحاورات كقوله: {معاذ الله انه ربي} وقوله: {ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء} وقوله: {إن الحكم الا لله} وقوله: {انت وليي في الدنياوالآخرة} وغير ذلك كما سنبين ان شاء الله تعالى.فهذا ما عند يوسف عليه السلام فقد كان شبحا ما وراءه الا محبة الهية أنسته نفسه وشغلته عن كل شيء وصورة معناها انها خالصة اخلصها الله لنفسه لم يشاركه فيه احد.ولم يظهر للعزيز منه اول يوم إذ حل في بيته الا انه غلام صغير عبرى مملوك له غير ان قوله: {لامراته اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا} يكشف انه شاهد منه وقارا وتمكينا وتفرس فيه عظمة وكبرياء نفسانية اطمعته في ان ينتفع به أو يلحقه بنفسه بالتبنى على ما في يوسف من عجيب الجمال والحسن.امرأة العزيز: امرأة العزيز وهى عزيزة مصر وصاها العزيز يوسف ان تكرم مثواه واعلمها ان له فيه اربة وامنية فلم تزل تجتهد في اكرام يوسف وتحسن مثواه وتهتم بأمره لا كما يهتم في أمر رقيق مملوك بل كما يعنى بامر جوهر كريم أو قطعة كبد وتحبه لبديع جماله وغزير كماله وتزداد كلما مضت الايام حبا إلى حب حتى إذا بلغ الحلم واستوى على مستوى الرجال لم تملك نفسها دون ان تعشقه وتذل على ما لها من مناعة الملك والعزة وعصمة العفة والخدارة تجاه هواه القاطن بسرها الاخذ بمجامع قلبها.وقد كان يوسف يلازمها في العشرة ولا يفارق بينها من جانب وكانت عزيزة لا يثنى امرها ولا ترد عزيمتها وكانت فيما تزعم سيده يوسف وهو عبدها المملوك لا يسعه إلا أن يطيعها وينقاد لها ولبيوت الملوك والاعزة ان تحتال لشتى مقاصدها ومآربها بانواع الحيل والمكايد فإن عامة الأسباب وان عزت وامتنعت ميسرة لها وكانت العزيزة ذات جمال وزينة فان حريم الملوك لا تدخلها كل شوهاء دميمة ولا تحل بها الا غوان ذوات حسن فتانات.والعادة تحكم ان هذه الأسباب وقد اجتمعت على عزيزة مصر اسعرت في سرها كل لهيب واججت كل نار حتى استغرقت في حب يوسف وتولهت في غرامه واشتغلت به عن كل شيء وقد احاط بقلبها من كل جانب هو اول منطقها إذا تكلمت وفي ضميرها إذا سكتت فلا هم لها الا يوسف ولا بغية لها الا فيه قد شغفها حبا وليوسف الجمال الذي يأخذ بمجامع القلوب فكيف إذا امتلات به عين محب واله وادام النظر إليه مهيم ذو غرام.يوسف وأمراة العزيز لم تزل عزيزة مصر تعد نفسها وتمنيها بوصال يوسف والظفر بما تبتغيه منه وتلاطفه في عشرته وتشفع ذلك بما لربات الحسن والزينة من الغنج والدلال لتصطاده بما عندها كما اصطاده بما عنده ولعل الذي كانت تشاهده من صبر يوسف وسكوته كان يغرها فيما ترومه ويغريها عليه.حتى إذا تاقت نفسها له وبلغت بها وأعيتها المذاهب خلت به في بيتها وقد غلقت الابواب فلم يبق فيه الا هي ويوسف وهى لا تشك ان سيطيعها يوسف في امرها ولا يمتنع عليها لما كانت ولا تزال تراه بالسمع والطاعة وتشاهد ان الاوضاعوالأحوال الحاضرة تقضى بفوزها ونيلها ما تريده منه.فتى واله في حبه وفتاة تائقة في غرامها اجتمعا في بيت خالية اما هي فمشغوفة بحب يوسف تريد ان تصرفه عن نفسه إلى نفسها وتتوسل إلى ذلك بتغليق الابواب ومراودته عن نفسه والاعتماد على ما لها من العزة والملك حيث تدعوه إلى نفسها بلفظ الأمر {هيت لك} لتقهره على ما تريده منه.واما هو فقد استغرق في حب ربه واخلص وصفى ذلك نفسه فلم يترك لشئ في قلبه محلا غير حبيبه فهو في خلوة مع ربه وحضرة منه يشاهد فيها جماله وجلاله وقد طارت الأسباب الكونية على ما لها من ظاهر التأثير من نظره فهو على خلافها لا يتبجح بالاسباب ولا يركن إلى الاعضاد.ترى انها تتوسل عليه بالاسباب بتغليق الابواب والمراودة والأمر بقولها هيت لك واما هو فقد قابلها بقوله معاذ الله فلم يجبها بتهديد ولم يقل انى اخاف العزيز أو لا اخونه أو انى من بيت النبوة والطهارة أو ان عفتى أو عصمتي تمنعني من الفحشاء ولم يقل انى ارجو ثواب الله أو اخاف عذابه إلى غير ذلك ولو كان قلبه متعلقا بشئ من الأسباب الظاهرة لذكره وبدا به عند مفاجأة الشدة ونزول الاضطرار على ما هو مقتضى طبع الإنسان.بل استمسك بعروة التوحيد واجاب بالعياذ بالله فحسب ولم يكن في قلبه احد سوى ربه ولا تعدى بصره اياه إلى غيره فهذا هو التوحيد الخالص الذي هدته إليه المحبة الإلهية واولهه في ربه فانساه الأسباب كلها حتى انساه نفسه فلم يقل انى اعوذ منك بالله أو ما يؤدى معناه وانما قال معاذ الله وكم من الفرق بين قوله هذا وبين قول مريم للروح لما تمثل لها بشرا سويا: {انى اعوذ بالرحمان منك ان كنت تقيا} مريم: 18.واما قوله لها ثانيا {انه ربى احسن مثواى انه لا يفلح الظالمون} فإنه يوضح كلمة التوحيد الذي افاده بقوله: {معاذ الله} ويجليه يقول ان الذي اشاهده ان اكرامك مثواى عن قول العزيز لك اكرمي مثواه فعل من ربى واحسان منه الي فربى احسن مثواى وان انتسب اليك ذلك بوجه فهو الذي يجب علي ان اعوذ به والوذ إليه وانما اعوذ به لأن اجابتك فيما تسألين وارتكاب هذه المعصية ظلم ولا يفلح الظالمون فلا سبيل إلى ارتكابه.فقد افاد عليه السلام بقوله: {انه ربى احسن مثواى} اولا: انه موحد لا يرى شرك الوثنية فليس ممن يتخذ اربابا من دون الله كما تقول به الوثنية يتخذون مع الله اربابا أخرى ينسبون إليهم تدبير العالم بل هو يقول بان الله هو ربه لا رب سواه.وثانيا: انه ليس ممن يوحد الله سبحانه قولا ويشرك به فعلا باعطاء الاستقلال لهذه الأسباب الظاهرة تؤثر ما تؤثر باذن الله بل هو يرى ما ينسب من جميل الاثار إلى الأسباب فعلا جميلا لله سبحانه في عين هذا الانتساب فيما تراه امرأة العزيز انها هي التي اكرمت مثواه عن وصية العزيز وانها وبعلها ربان له يتوليان امره يرى هو ان الله سبحانه هو الذي احسن مثواه وانه ربه الذي يتولى تدبير امره فعليه ان يعوذ به.وثالثا: انه انما تعوذ بالله مما تدعوه إليه لأنه ظلم لا يفلح المتلبس به ولا يهتدى إلى سعادته ولا يتمكن في حضرة الأمن عند ربه كما قال تعالى حكاية عن جده إبراهيم عليه السلام: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون} الأنعام: 82.ورابعا انه مربوب أي مملوك مدبر لله سبحانه ليس له من الأمر شيء ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله له أو احب ان ياتي به ولذلك لم يرد ما سألته منه بصريح اللفظ بل بالكناية عنه بقوله: {معاذ الله} الخ فلم يقل لا أفعل ما تأمرينني به ولم يقل لا ارتكب كذا ولم يقل اعوذ بالله منك وما يشابه ذلك حذرا من دعوى الحول والقوة واشفاقا من وسمة الشرك والجهالة اللهم الا ما في قوله: {انه ربى احسن مثواى} حيث اشار فيه إلى نفسه مرتين وليس فيه الا تثبيت المربوبية وتأكيد الذلة والحاجة ولهذه العلة بعينها بدل الاكرام احسانا فاتى حذاء قول العزيز اكرمي مثواه بقوله احسن مثواى لما في الاكرام من الاشعار باحترام الشخصية وتعظيمها.وبالجملة الواقعة وان كانت مراجعة ومغالبة بين امرأة العزيز ويوسف عليه السلام بحسب ظاهر الحال فهى كانت تنازعا بين حب وهيمان الهى وعشق وغرام حيوانى يتشاجران في يوسف كل منهما يجذبه إلى نفسه وكانت كلمة الله هي العليا فاخذته الجذبة السماوية الإلهية ودافعت عنه المحبة الإلهية والله غالب على امره.فقوله تعالى: {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه} يدل على أصل المراودة والاتيان بالوصف اعني كونه في بيتها للدلالة على ان الاوضاعوالأحوال كانت لها عليه وان الأمر كان عليه شديدا وكذا قوله وغلقت الابواب حيث عبر بالتغليق وهو يدل على المبالغة وعلق الغلق بالابواب وهو جمع محلى باللام وكذا قوله: {وقالت هيت لك} حيث عبر بالأمر المولوي الدال على اعمال المولوية والسيادة مع اشعاره بأنها هيأت له من نفسها ما ليس بينه وبين طلبتها الا مجرد اقبال من يوسف ولا بين يوسف على ما هيأت من العلل والشرائط ونظمتها بزعمها وبين الاقبال عليها شيء حائل غير ان الله كان اقرب إلى يوسف من نفسه ومن العزيزة امرأة العزيز ولله سبحانه العزة جميعا.وقوله: {قال معاذ الله انه ربى احسن مثواى} إلى آخر الآية جواب ليوسف يقابل به مسألتها بالعياذ بالله يقول اعوذ بالله معاذا مما تدعيننى إليه لأنه ربى الذي تولى امرى واحسن مثواى وجعلني بذلك سعيدا مفلحا ولو اقترفت هذا الظلم لتغربت به عن الفلاح وخرجت به من تحت ولايته.وقد راعى عليه السلام في كلامه هذا ادب العبودية كله كما تقدم وقد اتى اولا بلفظة الجلالة ثم بصفة الربوبية ليدل به على انه لا يعبد ربا غير الله ملة آبائه إبراهيم واسحاق ويعقوب.واحتمل عدة من المفسرين ان يكون الضمير في قوله انه {ربى احسن مثواى} للشأن والمراد ان ربى ومولاى وهو العزيز بناء على ظاهر الأمر فقد اشترى يوسف من السيارة احسن مثواى حيث امركم بإكرام مثواى ولو اجبتك على ما تسألين لكان ذلك خيانة له وما كنت لاخونه.ونظير الوجه قول بعضهم ان الضمير عائد إلى العزيز وهو اسم ان وخبرها قوله ربى وقوله احسن مثواى خبر بعد خبر.وفيه انه لو كان كذلك لكان الانسب أن يقال انه لا يفلح الخائنون كما قال للرسول وهو في السجن: {ذلك ليعلم انى لم اخنه بالغيب وان الله لا يهدى كيد الخائنين} الآية: 52 من السورة ولم يقل انى لم اظلمه بالغيب.على انه عليه السلام لم يكن ليعد العزيز ربا لنفسه وهو حر غير مملوك له وان كان الناس يزعمون ذلك بناء على الظاهر وقد قال لاحد صاحبيه في السجن: {اذكرني عند ربك} الآية: 42 من السورة وقال لرسول الملك {ارجع إلى ربك} الآية: 51 من السورة ولم يعبر عن الملك بلفظ ربى على عادتهم في ذكر الملوك وقال أيضا لرسول الملك: {اسأله ما بال النسوة اللاتى قطعن ايديهن ان ربى بكيدهن عليم} حيث يأخذ الله سبحانه ربا لنفسه قبال ما ياخذ الملك ربا للرسول. ويؤيد ما ذكرنا أيضا قوله في الآية التالية: {لولا أن رأى برهان ربه}.قوله تعالى: {ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين} التدبر البالغ في اطراف القصة وامعان النظر فيما محتف به الجهات والأسباب والشرائط العاملة فيها يعطى ان نجاة يوسف منها لم تكن الا امرا خارقا للعادة وواقعة هي اشبه بالرؤيا منها باليقظة.فقد كان يوسف عليه السلام رجلا ومن غريزة الرجال الميل إلى النساء وكان شابا بالغا أشده وذلك أو ان غليان الشهوة وثوران الشبق وكان ذا جمال بديع يدهش العقول ويسلب الألباب والجمال والملاحة يدعو إلى الهوى والترح وكان مستغرقا في النعمة وهنئ العيش محبورا بمثوى كريم وذلك من اقوى اسباب التهوس والاتراف وكانت الملكة فتاة فائقة الجمال وكذلك تكون حرم الملوك والعظماء.وكانت لا محالة متزينة بما يأخذ بمجامع كل قلب وهى عزيزة مصر وهى عاشقة والهة تتوق إليها النفوس وتتوق نفسها إليه وكانت لها سوابق الاكرام والاحسان والأنعام ليوسف وذلك كله مما يقطع اللسان ويصمت الإنسان وقد تعرضت له ودعته إلى نفسها والصبر مع التعرض اصعب وقد راودته هذه الفتانة واتت فيها بما في مقدرتها من الغنج والدلال وقد الحت عليه فجذبته إلى نفسها حتى قدت قميصه والصبر معها اصعب وأشق وكانت عزيزة لا يرد امرها ولا يثنى رأيها وهى ربته خصه بها العزيز وكانا في قصر زاه من قصور الملوك ذى المناظر الرائقة التي تبهر العيون وتدعو إلى كل عيش هنئ.وكانا في خلوة وقد غلقت الابواب وارخت الستور وكان لا يأمن الشر مع الامتناع وكان في امن من ظهور الأمر وانهتاك الستر لانها كانت عزيزة بيدها اسباب الستر والتعمية ولم تكن هذه المخالطة فائتة لمرة بل كان مفتاحا لعيش هنئ طويل وكان يمكن ليوسف ان يجعل هذه المخالطة والمعاشقة وسيلة يتوسل بها إلى كثير من آمال الحياة وامانيها كالملك والعزة والمال.فهذه اسباب وامور هائلة لو توجهت إلى جبل لهدته أو اقبلت على صخرة صماء لا ذابتها ولم يكن هناك مما يتوهم مانعا الا الخوف من ظهور الأمر أو مناعة نسب يوسف أو قبح الخيانة للعزيز.اما الخوف من ظهور الأمر فقد مر انه كان في أمن منه ولو كان بدا من ذلك شيء لكان في وسع العزيزة ان تؤوله تأويلا كما فعلت فيما ظهر من أمر مراودتها فكادت حتى ارضت نفس العزيز ارضاء فلم يؤاخذها بشئ وقلبت العقوبة ليوسف حتى سجن.واما مناعة النسب فلو كانت مانعة لمنعت اخوة يوسف عما هو اعظم من الزنا واشد اثما فانهم كانوا ابناء إبراهيم واسحاق ويعقوب امثال يوسف فلم تمنعهم شرافة النسب من ان يهموا بقتله ويلقوه في غيابت الجب ويبيعوه من السيارة بيع العبيد ويثكلوا فيه اباهم يعقوب النبي عليه السلام فبكى حتى ابيضت عيناه.واما قبح الخيانة وحرمتها فهو من القوانين الاجتماعية والقوانين الاجتماعية انما تؤثر اثرها بما تستتبعه من التبعة على تقدير المخالفة وذلك انما يتم فيما إذا كان الإنسان تحت سلطة القوة المجرية والحكومة العادلة واما لو اغفلت القوة المجرية أو فسقت فأهملت أو خفى الجرم عن نظرها أو خرج من سلطانها فلا تأثير حينئذ لشئ من هذه القوانين كما سنتكلم فيه عن قريب.فلم يكن عند يوسف عليه السلام ما يدفع به عن نفسه ويظهر به على هذه الأسباب القوية التي كانت لها عليه الا أصل التوحيد وهو الإيمان بالله وان شئت فقل المحبة الإلهية التي ملات وجوده وشغلت قلبه فلم تترك لغيرها محلا ولا موضع اصبع فهذا هو ما يفيده التدبر في القصة ولنرجع إلى متن الآية.فقوله تعالى: {ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين} لا ريب ان الآية تشير إلى وجه نجاة يوسف من هذه الغائلة والسياق يعطى ان المراد بصرف السوء والفحشاء عنه انجاؤه مما اريد منه وسئل بالمراودة والخلوة وان المشار إليه بقوله كذلك هو ما يشتمل عليه قوله: {ان رأى برهان ربه}.فيؤل معنى قوله: {كذلك لنصرف} إلى آخر الآية إلى انه عليه السلام لما كان من عبادنا المخلصين صرفنا عنه السوء والفحشاء بما رأى من برهان ربه فرؤية برهان ربه هي السبب الذي صرف الله سبحانه به السوء والفحشاء عن يوسف عليه السلام.
|